الدين سلوك وأخلاق...

إن الدين الإسلامي سلوك وقيم وأخلاق لا مجرد مظاهر، دين يدعو الناس إلى أن يكونوا مسلمين مؤمنين مظهرا ومخبرا، خلقا وعملا، أدبا ومعاملة، ولذلك قال خاتم الرسل وسيد الكائنات صلى الله عليه وسلم -فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه- قال: ((إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق))[رواه الإمام أحمد في مسنده]. ـ وقال صلى الله عليه وسلم –فيما رواه الإمام البخاري في صحيحه: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)).

إن الاهتمام ببعض مظاهر الدين كإطلاق اللحية وقص الشارب ولبس الجلباب القصير، وقراءة كتب الدين واقتنائها، والوعظ والكلام بالآيات والأحاديث سهل جدا...

ولكن العمل بأقل قدر منها هو الأمر الصّعب..

الصعب هو أن يبدّل المرءُ منا خلقاً سيئا بآخر حسن، الكبر بالتواضع، الفظاظة باللين والبشاشة، الخشونة والقسوة بالرحمة، الغفلة عن الله وعن ذكره باليقظة والحضور، الغضب والرغبة في الانتقام بالحلم والعفو، بغض أهل القبلة والخوض في أعراضهم بحبهم والدعاء لهم، حب الدنيا والحرص عليها ببذلها رخيصة سهلة في مرضاة الله، النظر إلى خلق الله بنظرة انتقاص ومكر بالنظر بعين الرحمة والخير، إنزال النفس منزلة القاضي وإصدار الأحكام الجزافية على خلق الله بالابتداع والكفر والشرك والزندقة بإنزالها منزلة العدو الأكبر وتزكيتها وتربيتها وتهذيبها بأخلاق الإسلام وآدابه وعباداته، اشغال النفس بعيوب الناس بإشغالها بعيوبها، ...

إن الصعب حقًّا هو أن يُغيِّر أحدنا إعجابه بنفسه إلى معرفة بها، حتى تصبح العدو الأكبر بعد أن كانت المعبود الأكبر!!

ولقد صدق سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)).[رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه].



المنشورات ذات الصلة