لقد اعتنى الإسلام بالأسرة عناية كبيرة وأولاها اهتماما بالغا، وحرص على ترابط أفرادها ترابطا متينا قويا، وجعلها بمثابة الروح في جسد المجتمع، بها صلاحه وبها انهياره.. وللأسرة مهمة عظيمة في حفظ الضروريات الخمس، وبناء الأجيال ونشوء العمران، واستشراف المستقبل المشرق للأمة.
وقد نوَّه كتاب رب العالمين بنعمة الأسرة التي يتفيأ ظلالها الوارفة مجموع أفرادها فقال الله جل وعلا: ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾[النحل: 72].
لكن رغم الأهمية الكبيرة التي تحظى بها الأسرة في الإسلام فقد واجهتها تحديات صعبة، واعترضتها عقبات كأداء، وتعرضت لإكراهات ثقافية واجتماعية وتربوية وإعلامية، واستهدفت بسهام مسمومة ملوثة، وحاول الأعداء مهاجمتها في عقر دارها، لدك حصونها، وتحطيم أسوارها، وتخريبها من داخلها...
انطلاقا من الأهمية التي تكتسيها الأسرة في بناء المجتمع وضمان استقراره واستمراره وسلامته وأمنه، ودورها العظيم في الحفاظ على الدين ودعائمه وأصوله وأخلاقه ومبادئه، وتربية أجيال المستقبل، قررت خمس فرق بحث بكلية أصول الدين بتطوان جامعة القرويين تأسيس مركز للدراسات والأبحاث في فقه الأسرة والتغيرات المعاصرة؛ وذلك مواكبة للمستجدات المعاصرة في مجال الأسرة، واهتماما بقضية من أهم قضايا الإسلام والمجتمع، وسيرا على منوال باقي الهيئات والمنظمات والجمعيات الإسلامية المهتمة بالأسرة وقضاياها.
تاريخ التأسيس:
تأسس ((مركز آل عمران للدراسات والبحوث في فقه الأسرة والتغيرات المعاصرة)) في كلية أصول الدين بتطوان، يوم 7 محرم 1435هـ، الموافق ل: 11 نوفمبر 2013م.
أهداف المركز:
يمكن إجمال أهم أهداف المركز فيما يأتي:
- العمل على ترسيخ الثوابت الدينية والقيم الخلقية في مجال الأسرة.
- البحث عن الإجابة الشافية للنوازل الأسرية المعاصرة.
- الإسهام في تصحيح المفاهيم الخاطئة والمخطئة بشأن قضايا الأسرة.
- تقدير القيم الأسرية الإسلامية والحفاظ عليها والاسترشاد بها.
- حماية الأسرة من كل ما يحاك ضدها من المخططات الفكرية التي تهدف طمس فطرتها.
- فهم طبيعة التغيرات التي طرأت على الأسرة في ظل التسارعات الفكرية والاجتماعية، وتشخيص التحديات التي تواجهها.
-إبراز خطورة التقاليد والأعراف التي تستهين بأحكام الشريعة الإسلامية نتيجة التعدي على كرامة المرأة وحقوقها وقيم الأسرة من جهة، وخطورة التشريعات والمؤتمرات العالمية التي تعالج موضوع الأسرة والمرأة على الخصوصيات الثقافية للمجتمع المسلم من جهة أخرى.
-نشر الوعي بالأسرة وحمايتها من الآثار السلبية للعولمة والحداثة والتيارات الفكرية الغربية الهدامة من خلال العمل على بناء برامج عملية في مجال الأسرة تؤدي دورها بالنهوض بالأسرة، لتمكينها من بناء الشخصية المسلمة المنشودة.
- الإشادة بالجهود الهادفة إلى المحافظة على الأسرة، سواء أكانت فردية أم جماعية أم أهلية أم حكومية.
-رصد المشكلات التي تهدد الأسرة والمرأة والطفل في المجتمعات المسلمة واقتراح حلول لها.
- بيان الرؤية الإسلامية لبناء الأسرة والحفاظ عليها وعلى وحدتها وتماسكها ومبادئها وقيمها وأخلاقها.
-تبصير الأمة المسلمة بضراوة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأسرة المسلمة لتفكيكها وفسخها وبعثرة مكونات وحدتها، وإحداث تغيير جذري في منظومة قيمها ومبادئها ووظائفها.
-بيان دور الإعلام وأثره سلبا وإيجابا على مؤسسة الأسرة.
-تأكيد دور الجمعيات والمراكز والهيئات المهتمة بالأسرة في حل مشكلات الأسرة والحفاظ على صرحها من التصدع والتفكك والانهيار.
- وضع رؤى وبرامج مستقبلية للنهوض بواقع الأسرة واقتراح بعض الحلول والتوصيات من أجل مواجهة هذه التحديات المعاصرة.